لطائف الإيجاز

29/05/2025
لطائف قرآنية
48 مشاهدة
د. مصطفى يعقوب

 لطائف الإيجاز 

الهدف الرئيس: استكشاف لطائف الإيجاز القرآني ودلالتها على الإعجاز البياني كبوابة من بوابات اليقين

يتجلى الإعجاز البياني للقرآن الكريم في صور شتى، ومن أبرزها قدرته الفريدة على التعبير عن المعاني العظيمة بألفاظ موجزة، فتجد الآية الواحدة أو الكلمة الواحدة تحمل من المعاني ما يحتاج إلى صفحات لشرحه وبيانه، إنه إيجاز معجز يشهد بأن هذا الكتاب العظيم لا يمكن أن يكون من كلام البشر؛ فالبشر مهما بلغت فصاحتهم لا يستطيعون أن يجمعوا بين جزالة اللفظ وعمق المعنى وقوة الإيجاز كما في القرآن الكريم.

مفهوم الإيجاز وأنواعه في البيان القرآني

الإيجاز هو تأدية المعنى بعبارة ناقصة عنه مع وفائها بالغرض المقصود، أو بتعبير آخر هو جمع المعاني الكثيرة تحت الألفاظ القليلة مع الإبانة والإفصاح، ويتنوع الإيجاز في القرآن الكريم إلى نوعين رئيسين:

1، إيجاز القِصَر:

وهو ما يكون بتضمين العبارات القصيرة معانيَ كثيرة من غير حذف، بحيث يأتي اللفظ قليلاً والمعنى كثيراً وافياً بالمراد، ومن أمثلته الرائعة في القرآن الكريم:

  • قوله تعالى: ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ﴾ [الزخرف: 71]، فقد جمعت هذه الآية كل ما يمكن أن يتمناه الإنسان في الجنة من المطاعم والمشارب والملابس والمناظر الجميلة، ولو أراد أحد تفصيل ذلك لاحتاج إلى مجلدات.

  • وقوله تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ [الأعراف: 54]، فقد جمعت هذه الآية القصيرة معاني التوحيد والربوبية والألوهية والحاكمية، وأن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شيء ومالكه والمتصرف فيه، رُوي أن ابن عمر رضي الله عنهما قرأها فقال: "من بقي له شيء فليطلبه"، إشارة إلى شمولها لكل شيء.

  • وقوله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 179]، فقد جمعت هذه الآية فلسفة القصاص وحكمته في أربع كلمات فقط، متفوقة في إيجازها على ما قالته العرب في هذا المعنى: "القتل أنفى للقتل"، فالآية أوضحت أن في تشريع القصاص حياة للمجتمع كله بحفظ النفوس، وأن هذه الحكمة لا يدركها إلا أصحاب العقول الراجحة.

  • وقوله تعالى: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ [الأعراف: 26]، فقد جمعت بين الإيجاز اللفظي والعمق المعنوي، إذ شبهت التقوى باللباس الذي يستر العورات ويقي من الحر والبرد، في صورة بليغة توحي بأن التقوى ستر وحماية للإنسان من عذاب الآخرة كما أن اللباس ستر وحماية له في الدنيا.

2، إيجاز الحذف:

وهو ما يكون بحذف شيء من العبارة - كلمة أو جملة أو أكثر - مع قيام قرينة تدل على المحذوف، بحيث يكون في الحذف بلاغة وإيجاز لا يتحققان بالذكر، ومن أمثلته الرائعة في القرآن الكريم:

  • قوله تعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا﴾ [يوسف: 82]، حيث حُذف المضاف "أهل" قبل "القرية"، و"أصحاب" قبل "العير"، وكأن السياق يقول: لقد بلغ صدقنا من الوضوح درجة أن القرية ذاتها والعير ذاتها لو استُنطِقتا لشهدتا بذلك.

  • وقوله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الحجر: 94]، حيث حُذف المفعول به في "تؤمر" للتعميم والإيجاز، والتقدير: بما تؤمر به من أمور الدين كلها.

  • وقوله تعالى: ﴿اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ﴾ [النمل: 28-29]، حيث حُذفت جمل كثيرة بين الآيتين، تقديرها: فذهب الهدهد بالكتاب، وألقاه إلى ملكة سبأ، فأخذته وقرأته، ثم جمعت قومها وقالت لهم.

  • وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى﴾ [الرعد: 31]، حيث حُذف جواب "لو" للإيجاز، ولتذهب نفس السامع في تقديره كل مذهب ممكن، والتقدير: لكان هذا القرآن.

  • وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ [التغابن: 11]، حيث حُذف جواب الشرط الأول اكتفاءً بجواب الشرط الثاني، والتقدير: ومن يؤمن بالله يهده الله ويهد قلبه، فحُذف "يهده الله" للإيجاز مع وضوح المعنى.

أسرار الإيجاز وأغراضه البلاغية في القرآن الكريم

للإيجاز في القرآن الكريم أسرار عميقة وأغراض بلاغية متنوعة، منها:

1، التقرير والتثبيت:

يأتي الإيجاز أحياناً لتقرير المعنى وتثبيته في النفس، كقوله تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: 27]، فقد أوجز في تقرير حقيقة فناء كل شيء وبقاء الله وحده، مما يثبت معنى التوحيد في نفس المؤمن.

2، التحذير والتخويف:

قد يكون الإيجاز أبلغ في التحذير والتخويف من الإطناب، كقوله تعالى: ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [التكاثر: 3-4]، فقد أوجز في التحذير من الانشغال بالتكاثر، تاركاً للنفس أن تتصور ألوان العذاب والنكال التي ستلقاها.

3، التعميم والشمول:

يأتي الإيجاز أحياناً للدلالة على العموم والشمول، كقوله تعالى: ﴿وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ﴾ [النساء: 24]، فقد أوجز في بيان حل النكاح فيما عدا المحرمات المذكورات، وهذا الإيجاز أبلغ من التفصيل.

4، الاختصار لضيق المقام:

قد يقتضي المقام الاختصار والإيجاز، كما في آيات الأحكام والوصايا، مثل قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [النور: 56]، فقد أوجز في بيان أركان الإسلام العملية الرئيسة.

5، تسهيل الحفظ:

من أغراض الإيجاز تسهيل حفظ النص واستيعابه، وهذا من أسباب حفظ القرآن الكريم وتداوله عبر الأجيال، فالعبارات القصيرة المركزة أيسر حفظاً من العبارات الطويلة المسهبة.

6، إثارة الفكر وتحفيز العقل:

الإيجاز يثير تفكير المتلقي ويحفز عقله للبحث عن المعاني المطوية وراء الألفاظ الموجزة، كقوله تعالى: ﴿الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ﴾ [الحاقة: 1-3]، فهذا الإيجاز يثير في النفس التساؤل عن ماهية "الحاقة" وحقيقتها وشدتها.

لطائف الإيجاز في آيات الأحكام

تتجلى بلاغة الإيجاز القرآني بوضوح في آيات الأحكام، حيث تأتي الأحكام الشرعية موجزة دقيقة، تحمل من المعاني والدلالات ما يحتاج إلى مجلدات لشرحه وبيانه، ومن أمثلة ذلك:

  • قوله تعالى: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ﴾ [النور: 2]، فقد أوجز في بيان حد الزنا بجمل قصيرة واضحة، مع تقديم الزانية على الزاني إشارة إلى أنها محل الفتنة والإغراء، وفي هذا توجيه تربوي عميق.

  • وقوله تعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾ [المائدة: 38]، فقد أوجز في بيان حد السرقة، مع تقديم السارق على السارقة، لأن الرجال أكثر إقداماً على السرقة من النساء، وفي هذا إشارة إلى مراعاة الواقع والفطرة.

  • وقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة: 275]، فقد أوجز في بيان حكم البيع والربا، مع إسناد الإحلال والتحريم إلى الله تعالى لبيان أن هذا حكم إلهي لا مجال للرأي فيه.

  • وقوله تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ [البقرة: 233]، فقد أوجز في بيان حكم الرضاعة ومدتها، مع الإشارة إلى أن هذه المدة هي الكمال، وليست حداً أدنى لا يمكن النقص منه.

لطائف الإيجاز في القصص القرآني

يمتاز القصص القرآني بالإيجاز البديع الذي يقتصر على العناصر الأساسية في القصة، ويحذف التفاصيل الثانوية التي لا تخدم العبرة والعظة، ومن أمثلة ذلك:

  • قصة نوح عليه السلام، التي وردت في سورة هود بشيء من التفصيل، ثم جاءت موجزة في سورة الشعراء، وأكثر إيجازاً في سورة نوح.

  • وقصة موسى عليه السلام، التي تكررت في القرآن الكريم بأساليب متنوعة، بين الإيجاز والإطناب، وفق ما يقتضيه المقام، كقوله تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾ [طه: 25-28]، فقد أوجز في بيان طلبات موسى عليه السلام من ربه، وكلها متعلقة بتيسير مهمة الرسالة.

  • وقصة سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ، التي وردت في سورة النمل بأسلوب موجز بديع، يحذف الكثير من التفاصيل، ويركز على العبرة والعظة، كقوله تعالى: ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ﴾ [النمل: 20]، فهذه الآية توحي بتنظيم مملكة سليمان وإحكامها، بحيث يتفقد الملك الجند ويلاحظ غياب واحد منهم.

لطائف الإيجاز في آيات الوعد والوعيد

تأتي آيات الوعد والوعيد في القرآن الكريم موجزة بليغة، تثير في النفس مشاعر الرغبة والرهبة، ومن أمثلة ذلك:

  • قوله تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 1-3]، فقد أوجز في بيان منهج النجاة من الخسران، وجمع أركان السعادة في الدنيا والآخرة في أربعة أمور، وكل أمر منها يحتاج إلى مجلد في بيانه وشرحه.

  • وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ﴾ [الطور: 17]، فقد أوجز في بيان ثواب المتقين، تاركاً للنفس أن تتخيل ألوان النعيم التي أعدها الله للمتقين.

  • وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ﴾ [القمر: 47]، فقد أوجز في بيان عقاب المجرمين، وكلمة "سعر" توحي بشدة العذاب واستعاره.

لطائف الإيجاز في أوصاف الله وأسمائه الحسنى

تتجلى لطائف الإيجاز القرآني في أوصاف الله تعالى وأسمائه الحسنى، التي تأتي موجزة تحمل من المعاني ما لا تحيط به العبارات، ومن أمثلة ذلك:

  • قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ [الرحمن: 1-4]، فقد أوجز في بيان مظاهر رحمة الله تعالى، من تعليم القرآن، وخلق الإنسان، وتعليمه البيان، وهذه المظاهر الثلاثة تدل على شمول رحمة الله تعالى للإنسان في خلقه وتعليمه.

  • وقوله تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ [الحشر: 22]، فقد أوجز في بيان صفات الله تعالى من الألوهية والعلم والرحمة، وهذه الصفات الثلاث هي أمهات الصفات التي يتفرع عنها سائر الصفات.

الإيجاز بين الآيات القرآنية: شواهد ملهمة

من لطائف الإيجاز القرآني أن تجد الآية الواحدة تتضمن معاني آيات كثيرة، أو تلخص موضوعاً كاملاً، ومن أمثلة ذلك:

  • آية الكرسي [البقرة: 255]، التي تضمنت أصول العقيدة الإسلامية من توحيد الله وتنزيهه، وعلمه المحيط، وعظمة ملكه وسلطانه، والإيمان باليوم الآخر.

  • وقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11]، الذي جمع بين تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقات، وإثبات صفاته الكاملة، وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات.

  • وقوله تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [الأحزاب: 72]، الذي لخص قصة خلق الإنسان ومهمته في الأرض، وتكليفه بالأمانة التي هي الطاعة والعبادة.

تنزيل الإيجاز القرآني على الواقع المعاصر

يمكن الاستفادة من لطائف الإيجاز القرآني في واقعنا المعاصر بصور متعددة، منها:

  • في الدعوة إلى الله، بتقديم الرسالة الإسلامية بأسلوب موجز مركز، يناسب عصر السرعة والمعلومات.

  • في الخطاب الديني، بالتركيز على الجوهر والمضمون، بعيداً عن الحشو والتطويل الممل.

  • في التعليم، بتقديم المعلومات بأسلوب مركز يسهل حفظه واستيعابه.

  • في وسائل التواصل الاجتماعي، باختيار الكلمات الموجزة المعبرة، التي تحمل رسالة هادفة.

ختامًا: الإيجاز القرآني..، بوابة من بوابات اليقين

إن المتأمل في لطائف الإيجاز في القرآن الكريم، ليدرك بوضوح أن هذا الكتاب العظيم لا يمكن أن يكون من كلام البشر؛ فدقته المتناهية في اختيار الأسلوب المناسب للمقام، وقدرته الفريدة على التعبير عن المعاني العظيمة بألفاظ موجزة، وتنوعه البديع بين إيجاز القِصَر وإيجاز الحذف، كلها تشهد بأنه تنزيل من حكيم خبير.

وهكذا تظل لطائف الإيجاز في القرآن الكريم بوابة من بوابات اليقين التي تقود المتدبر إلى الإيمان العميق بهذا الكتاب العزيز، وتزيده يقيناً أنه تنزيل من رب العالمين، ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 42].