أنزال الله تعالى القرآن الكريم وجعله بين أيدينا كتابا نقرؤه صباح مساء، فمن أولى واجبات المسلم تجاه كتاب الله تعالى هو تعظيمه وتبجيله واحترامه، وصونه عن كل ما يتنافي مع ذلك؛ قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}. (الحج: 30).
وقال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحج: 32).
ومن الآداب ما يَنْبَغي التَّأَدُّبُ بها عند خَتْمِ القُرْآنِ الكريم وسَأَذْكُرُها بإيجازٍ :
1 ـ يُسْتَحَبُّ أنْ يَكُونَ الخَتْمُ في الصلاة ، وأنْ يَكُونَ في ركعَتَي سُنَّةِ الفَجْر ، أو ركعَتَيْ سُنَّةِ المَغْربِ ، أو ركعَتَيِ الفَجْر وهُوَ الأفْضَلُ كما قَرَّرَهُ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ ، وإنَّ السَّلَفَ كانوا يَسْتَحِبُّونَ الخَتْمَ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَوَّلَ النَّهَارِ.
2 ـ يُسْتَحَبُّ صِيامُ يَوْمِ الخَتْمِ ، إلَّا أنْ يُصَادِفَ يَوْمًا نَهَى الشَّرْعُ عن صِيامِهِ ، وقَدْ رَوَى ابنُ أبي داود بإسْنادِهِ الصَّحِيحِ أنَّ طلحة بن مُطَرِّفٍ وحبيبَ بن أبي ثابت والمُسَيب بن رافع التَّابعيِّينَ الكوفيِّينَ M أجمعين ، كانوا يُصْبِحُونَ في اليَوْمِ الَّذِي يَخْتِمُونَ فيه القُرْآنَ صيامًا.
3 ـ يُسْتَحَبُّ حضور مَجْلِسِ خَتْمِ القُرْآنِ اسْتِحْبابًا مُتَأَكِّدًا ؛ وقَدْ سَبَقَ تَفْصِيلُ ذلِكَ في المَبَاحِثِ السَّابِقَةِ .
4 ـ ولا بأسَ من أنْ يَجْمَعَ الخاتِمُ أَهْلَهُ وأولادَهُ وطُلَّابَهُ ؛ ليَشْهَدُوا مَجْلِسَ دُعاءِ الخَتْمِ ، رَجَاءَ عَوْدِ نَفْعِ ذلِكَ وَثَوَابِهِ إلَيْهِمْ » .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لتعظيم كتابه كما يحب ويرضى.