الإمام محمد بن إدريس الشافعي

19/03/2024
علماء وأعلام
941 مشاهدة
د. عامر خطاب

كان الشافعي قاضياً وفقيهاً وعالماً ومعلماً وشاعراً وكاتباً وهو من وضع قواعد أصول الفقه الإسلامي، ولا ريب في أنه أكبر علماء الشريعة الإسلامية، وتكمن أعظم إسهاماته في إرساء قواعد الشريعة على أسس علمية صلبة.

اسمه ونسبه:

هو أبو عبد الله محمد بن إدريس العباس بن عثمان بن شافع، وإلى شافع هذا ينسب الإمام، ونسبه ينتهي إلى هاشم، حتى قيل ولده هاشم ثلاث مرات، بسبب النساء. ويوصف بأنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته، وبسبب هذا النسب قيل إنه عالم قريش المقصود بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "عالم قريش يملأ طباق الأرض علماً"

ولادته ونشأته:

ولد الإمام الشافعي في غزة، سنة 150 هجرية، 767 ميلادية وهي السنة التي توفي فيها الإمام أبو حنيفة، ومات أبوه إدريس شاباً، فنشأ الشافعي يتيماً في حجر أمه، فخافت عليه الضيعة، فتحولت به إلى مكة وهو ابن عامين ، فنشأ فيها ، وأقبل على الرمي ، حتى فاق فيه الأقران ، وصار يصيب من عشرة أسهم تسعة ، ثم أقبل على العربية والشعر ، فبرع في ذلك وتقدم . ثم حبب إليه الفقه، فساد أهل زمانه.

طلبه للعلم:

تهيأ للشافعي ما لم يتهيأ لغيره من الاتصال بمناطق عربية إسلامية واسعة فأخذ عن علمائها وأقام فيها، فقد  ولد في غزة وعاش في مكة وتعلم فيها، ورحل إلى المدينة وأخذ عن مالك ورحل إلى بغداد فتعلم فيها وعلّم، وعاش في اليمن وهاجر إلى مصر وأمضى فيها السنوات الأخيرة من حياته.

وقد برع الشافعي في علوم كثيرة حتى قال: "من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في اللغة رق طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه.

وكان كبير التقدير للعلوم الدنيوية كالطب والأدب والشعر والأنساب والنجوم، وأخذ العلم عن مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة، وداوود العطار، ومحمد بن شافع عم الشافعي، وسفيان بن عيينه، وفضيل بن عياض، وأخذ الموطأ عن مالك بن أنس، وغيرهم الكثير.

منهجه ومصنفاته:

رسم الشافعي منهجاً فكرياً بمعالم واضحة ومنها:

  1. إجلال العلم وتقديمه على العبادة كصلاة النافلة
  2. حب الحقيقة وإيثارها على كل ما عداها من غنم شخصي
  3. شعوره بالحاجة الاجتماعية والفردية والجماعية إلى العلم.
  4. تقدير الوسيلة المأمونة للمعرفة فقد قال: العقل هو التجربة.
  5. حرصه على حرية الطلبة العقلية وشعوره باستحالة القهر العقلي ما دام العقل يؤدي عمله.
  6. أعاد الشافعي النظر فيما كتب ثم كتب رسالته المشهورة في أصول الفقه حتى عده القدماء في هذا الموضع بأرسطو في وضع المنطق.

ومن أهم مصنفات الشافعي: الرسالة في أصول الفقه، وكتاب الأم في فروع الفقه.

تلاميذه:

كان للشافعي عدد كبير من التلاميذ، وروى عنه عدد كبير ومنهم الحميدي وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل، والبويطي، وأبو ثور، وحرملة بن يحيى، والمكي، وابن المنذر، وأحمد بن أبي شريح الرازي، والحارث بن سريج النقال وغيرهم كثير.

وفاته :

توفي الإمام الشافعي في رجب سنة 204هجرية ودفن في القاهرة.

المراجع:

  • وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لابن خلكان
  • سير أعلام النبلاء للذهبي
  • المجددون في الإسلام أمين الخولي