الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه

19/03/2024
علماء وأعلام
438 مشاهدة
د. عامر خطاب

هو مؤسس المذهب الحنبلي أحد المذاهب الفقهية الرئيسة الأربعة، كان فقيهاً وعالماً بارزاً، عرف بإمام بغداد، وكانت معظم أعماله عملياً في تدوين الأحاديث النبوية، ويعتبر مذهبه أكثر المذاهب محافظة وتشدداً بين المذاهب الأربعة، ودافع بنفسه عن أسلوبه المحافظ أمام النزعات العقلانية التي شاعت في العصر العباسي.

اسمه ونسبه:

هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الشيباني المروزي البغدادي أحد الأئمة الأعلام في الفقه والحديث.

ولادته ونشأته:

ولد الإمام أحمد بن حنبل في بغداد سنة 780 ميلادية، في قبيلة بني شيبان التي قامت بدور مهم في الفتوحات الإسلامية في العراق وخراسان في القرن الأول الهجري. نشأ يتيماً فتربى على يد أمه التي أدت دوراً مهماً في تعليمه وكان ابن عائلة كريمة فورث عن أبيه بستاناً مكنه من العيش بشكل مستقل.

طلبه للعلم:

اهتم بن حنبل بطلب العلم منذ صغر سنه، فدرس اللغة العربية وحضر دروساً للإمام أبي حنيفة الذي كان قاضي قضاة بغداد في ذلك الوقت، وأمضى أربع سنوات في دراسة الحديث وزار مراكز العلم الكبرى في العراق كما زار الحجاز واليمن، وحج عدة مرات وفي أحدها التقى الإمام الشافعي وحضر دروسه، وعندما زار الشافعي بغداد أمضى بعض الوقت بصحبة أحمد بن حنبل.

فتنة خلق القرآن:

تعرض الإمام أحمد إلى محنة عظيمة بسبب تحريض أحمد بن أبي دؤاد وبسبب دعوة المأمون الفقهاء والمحدثين أن يقولوا بمقالته في خلق القرآن، فحبس وضرب وتوالى ثلاثة من الخلفاء على ذلك: المأمون، والمعتصم، والواثق.

وواجه الإمام أحمد هذه المحنة بالصبر والقوة والجلد، والإرادة القوية والإيمان العميق والنفس المفوضة المسلمة لقضاء الله.

منهجه ومصنفاته:

يعد الإمام أحمد شيخ مدرسة الحديث ولذلك فهو يعتمد في استنباط الأحكام على الكتاب والسنة والإجماع وعمل الصحابة والتابعين، والحديث الضعيف عندما لا يوجد غيره أحب إليه من الرأي.

كما هاجم المعتزلة ورد عليهم وابتعد عن علم الكلام وحذر من تعليمه باعتباره علماً لا فائدة فيه، ومن أهم مصنفاته كتاب "المسند" ويعتبر من أقدم كتب الحديث حيث جمع فيه مع ابنه عبد الله أكثر من 28 ألف حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما صنف كتاب العلل ومعرفة الرجال، وكتاب الصلاة ورد على الزنادقة والجهمية.

تلاميذه:

من أشهر تلاميذ الإمام أحمد شيخا الحديث الإمام البخاري والإمام مسلم، ومن تلاميذه أبو داوود وأبو زرعة الرازي وعبد الله بن أحمد بن حنبل.

وفاته:

توفي الإمام أحمد صباح يوم الجمعة في الثاني عشر من ربيع الأول سنة 241ه. رحمه الله ورضي عنه.  

المراجع:

  • وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لابن خلكان
  • سير أعلام النبلاء للذهبي
  • مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي
  • الإمام أحمد بن حنبل حياته وعصره لمحمد أبو زهرة.